تتزايد مخاوف المهتمين من مخاطر ،خطوة استيراد المغرب للأبقار البرازيلية، بهدف تموين السوق الوطنية باللحوم الحمراء، بالموازاة مع تحذيرات دولية بشأن سلامتها الصحية، وبالموازاة مع الجدل الذي يحدثه استيراد هذه اللحوم في هذه الدول، ومن ابرزها فرنسا.
وقد توجه المغرب كغيره من الدول نحو استيراد هذه اللحوم بسبب هزالة ثمنها الذي لا يتجاوز 30 درهما للكيلوغرام الواحد”،رغم المشكل الذي يشكله استيراد اللحوم الحمراء من البرازيل بسبب ضعف جودتها، علما ان المملكة استوردت حوالي 554 طنا من لحوم الأبقار البرازيلية خلال الأشهر الأربعة الأولى فقط من العام الجاري، إذ صدرت البرازيل في أبريل الماضي لوحده حوالي 107 أطنان من هذه اللحوم إلى المغرب، مقابل 115 و114 و218 طنا في مارس وفبراير ويناير على التوالي، حسب البيانات التي كشفت عنها جمعية مصدري لحوم الأبقار البرازيلية (ABIEC) في يونيو الماضي.
ورغم التسهيلات التي صارت تمنح من اجل استيراد اللحوم من الخارج ورغم كل التخوفات الا ان مهنيين اكدوا لـ كشـ24 ان لا تواجد لها بشكل رسمي في الاسواق المغربية حيث اكد حفيظ الواضح رئيس جمعية الإخلاص لبيع اللحوم بالجملة والتقسيط بمراكش لـ كشـ24 ان مراكش وعلى غرار عدة مدة مغربية لا تعرف سوى تسويق اللحوم المحلية، وان اللحوم البرازلية المستوردة لا يتم تسويقها حاليا في الاسواق المغربية، وهو المعطى الذي اكده عبد العالي رامو، رئيس الجمعية الوطنية لبائعي اللحوم الحمراء بالمغرب، مشيرا الى أن “اللحوم المستوردة من البرازيل ليست موجهة للأسواق الوطنية، بل يتم استيرادها لفائدة القوات المسلحة الملكية التي توفد مختصين للإشراف على عملية الذبح بالطريقة الإسلامية.
من جهة اخرى اكد احد المهنيين في مجال الجزارة بالحوز رفض الكشف عن اسمه، ان اللحوم البرازيلية والامريكية والتي يتم تسويقها مجمدة بشكل سري من طرف بعض الجزارين والجمعويين بضواحي مراكش على الخصوص، تفتقد للجودة كما ان طعمها مغاير تماما لما اعتاده المغاربة، كما انه الدسم فيها مغاير ولا علاقة له بدسم الابقار التي يتم ذبحها في المجازر المغربية.
وقد اكد مواطنون من جماعة واحة سيدي ابراهيم في هذا الاطار لـ “كشـ24” ان احد المهنيين وهو ناشط جمعوي معروف يسوق في المنطقة بين الفينة والاخرى لحوما مجمودة باثمنة بخسة، ورغم الاقبال الكبير عليه، والذي يكون عادة بعيدا عن انظار السلطات وبعيدا على المصالح الرقابية، الا ان جل من يقتني هذه اللحوم المجمدة غير راض عن جودتها وطعمها.
وكانت وزارة الفلاحة والثروة الحيوانية في البرازيل قد اكدت أن الحكومة المغربية وافقت على تخصيص حصة تبلغ 20 ألف طن لاستيراد لحوم البقر والماعز البرازيلية، مع إعفائها بالكامل من الضريبة على القيمة المضافة؛ وذلك في إطار توجه الرباط لتعزيز قطاع اللحوم المحلي وضمان استدامة الإمدادات إلى أسواقها الوطنية.
من جهة اخرى اكدت مصادر مطلعة ان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية حدد قائمة الدول التي يُسمح للمستوردين باستيراد اللحوم منها طرية أو مجمدة و يتعلق الامر بجميع دول الاتحاد الأوروبي، وأندورا، وألبانيا، والأرجنتين، وأستراليا، وكندا، وتشيلي، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، ونيوزيلندا، وروسيا، وصربيا، وسنغافورة، وسويسرا، والأوروغواي.