المرافق العمومية خدمات شبابية في طي النسيان تخنق أنفاس ساكنة السوالم

تعيش مدينة حد السوالم، ونظيرتها السوالم الطريفية، التابعتين نفوذيا لعمالة إقليم برشيد، خارج إطار التغطية التنموية، وتوصيات النموذج التنموي، بالرغم من اللقاءات الماراطونية المكثفة، التي كانت ولا تزال تباشرها السلطات المحلية والإقليمية، والقطاعات الحكومية للنهوض بالمدن الصغيرة، وتحقيق إنتظارات ساكنتها، من خدمات ومشاريع تنموية تخرجها من فقرها، وتضعها فوق السكة الصحيحة. فالبرغم من تواجد الجماعتين […]

المرافق العمومية خدمات شبابية في طي النسيان تخنق أنفاس ساكنة السوالم
   kech24.com
تعيش مدينة حد السوالم، ونظيرتها السوالم الطريفية، التابعتين نفوذيا لعمالة إقليم برشيد، خارج إطار التغطية التنموية، وتوصيات النموذج التنموي، بالرغم من اللقاءات الماراطونية المكثفة، التي كانت ولا تزال تباشرها السلطات المحلية والإقليمية، والقطاعات الحكومية للنهوض بالمدن الصغيرة، وتحقيق إنتظارات ساكنتها، من خدمات ومشاريع تنموية تخرجها من فقرها، وتضعها فوق السكة الصحيحة. فالبرغم من تواجد الجماعتين السالفتي الذكر، غير بعيد من مدينة الدار البيضاء العاصمة الإقتصادية للمملكة، رمز الحداثة والتكنولوجيا وقلب المغرب النابض، إلا أن التقسيم الترابي لسنة 2009، وضعها تحت النفوذ الترابي لعمالة إقليم برشيد، مما جعلها لا تستفيد كثيرا من المشاريع والبرامج التنموية، التي تضعها جهة الدار البيضاء سطات، والتي تعتبر أغنى جهة على الصعيد الوطني، نظرا للإمكانيات المادية التي تتوفر عليها، مما يطرح تساؤلات حول العدالة المجالية، وتحقيق الإقلاع التنموي والإقتصادي للجماعات الترابية بالإقليم. وكانت منطقة السوالم و السوالم الطريفية، بالأمس والعهد القريب، تنتشر على جنبات ومحيط طرقاتها، الحقول الفلاحية والزراعية، وبساتين الكروم والخضر والزيتون، ورعاة يرعون ماشيتهم، وآخرون يحرثون أراضيهم، قبل أن تتحول اليوم إلى مكان لأتربة متراكمة هنا وهناك، وغبار متطاير وأزبال منتشرة وإحتلالا للملك العمومي، وروائح خانقة تزكم الأنوف، الأمر الذي جعل الجماعتين ” حد السوالم ، السوالم الطريفية “، تشتكيان من العزلة القاتلة، التي فرضتها الطبيعة على قاطنيها من جهة، والتهميش والإقصاء الذي فرضته الجهات المسؤولة، على مستوى الجماعتين من جهة أخرى، ما جعلهما تعانيين تأخرا في شتى المجالات التنموية، حتى صارت مظاهر التهميش والحرمان، الذي تتخبط فيهما الجماعتين، وعكرت صفوة حياة الساكنة المحلية، وحولتها إلى شبه مستحيلة، إذ لم تتمكن بعد من الظفر بحياة كريمة، وحقها في التنمية، رغم الآمال العالقة في نفوس السكان، في تنمية منطقتهم وإخراجهم من الفقر و الحرمان والتهميش، إلى العيش الكريم والبيئة السليمة. وبالرجوع إلى الخدمات الإجتماعية والمرافق العمومية الضرورية، التي تتواجد معظمها خارج التغطية وفي حالة عطالة، وسوء وضعية المنتزهات وبطئ سير بعض الأشغال، وإنعدام التواصل بين معظم الفعاليات الجمعوية، مع المجالس الجماعية المنتخبة المتعاقبة، والصراعات السياسية الإعتباطية الداخلية، التي تهدد بشرخ أغلبية المجالس المنتخبة، تبقى المواضيع التي يتداولها سكان المنطقة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ” غياب شبه كلي للتنمية المحلية ” رغم الإنتقادات الحادة التي توجهها الفعاليات الجمعوية والحقوقية بحد السوالم المركز ونظيرتها السوالم الطريفية، التي تحولت إلى أطلال مهجورة تأوي المتسكعين والسكارى وقطاع الطرق. و على مستوى المرافق الرياضية والثقافية والترفيهية للشباب، أوضحت مصادر لكشـ24، أن الجماعة الحضرية حد السوالم، ونظيرتها السوالم الطريفية تتوفران على ملعب واحد بأرضية عادية، ومدرجات لا تليق بنادي يقارع الكبار في البطولة الوطنية، في إنتظار وفاء المسؤولين بوعودهم، لإنشاء ملعب في مستوى تطلعات الفريق، بالإضافة إلى بعض ملاعب القرب مستقبلا، مشيرة المصادر إلى إغلاق دار الشباب، مسجلة حرمان الشباب منها، متوجهة باللوم على واقع الحرمان، الذي يعيشه شباب الجماعتين، إلى المسؤولين المحليين والإقليميين والجهويين. وسجلت فعاليات جمعوية وسياسية، غيابا واضحا للمناطق الخضراء، بإستثناء بعض الأماكن العمومية، التي تمثل منظرا فوضويا مقززا، باعتبارها أصبحت مكانا للفراشة وأصحاب الدراجات النارية، والعربات المجرورة بالخيول، والمتسولين و المتسكعين والسكارى واللصوص، وسط تراكم الأتربة، رغم أنها عرفت العديد من الإصلاحات، وصرفت عليها الملايير دون قيمة إضافية تذكر. وأوضحت المصادر لموقع كشـ24، أن السكان عانوا وما زالوا من مخلفات الحفر والأشغال، التي تعرفها الجماعة الحضرية حد السوالم، كالأتربة وتطاير الغبار والأوحال، مطالبين بالتواصل بين الفعاليات الجمعوية، وبين المجلس الجماعي والسلطات المحلية والإقليمية، وتجنب القطيعة لمعالجة مجموعة من القضايا، وتقديم الدعم المادي والمعنوي الكافيين للجمعيات، لتنزيل مقترحات مشاريعها المتكاملة، على أرض الواقع، كالنظافة والتشغيل والنقل الجامعي وتشجيع المستثمرين والمهاجرين على تنمية المنطقة، وإخراجها من حزمة من المصائب والمطبات، حتى ترقى وتسمو وتصبح في مصاف الجماعات المصنفة وطنيا.