في اليوم العالمي للمهاجر، لازالت الهجرة غير الشرعية تشكل تحديا عالميا، فبينما يسعى الكثيرون إلى حياة أفضل، يستغل المهربون الأوضاع الاجتماعية للمهاجرين لتكوين ثروات طائلة عبر شبكات التهريب ما يخلق سوقا سوداء تتغذى على معاناة إنسانية.
ويطالب مهربو المهاجرين بمقابل يتراوح بين 2000 إلى 5000 دولار أمريكي (1850 – 4600 يورو) للشخص الواحد لعبور البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من كل المخاطر التي يمكن أن يعيشها المهاجرون أثناء الرحلة.
هذا بالنسبة للأفراد أما بالنسبة للعائلات فتطالب بما يصل إلى 14 ألف دولار والدفع لا يكون اختياريا فإما أن تدفع أو تواجه العواقب فهناك من يتم احتجازه وتجريده من ممتلكاته.
ومهربو البشر ليسوا الجهة الوحيدة المستفيدة من هذه التجارة، إذ يروي مهاجرون مروا من ليبيا، في تحقيق لموقع مهاجر نيوز، عن تورط خفر السواحل الليبي المدعوم من الاتحاد الأوروبي في احتجازهم وابتزازهم للحصول على المال مقابل إطلاق سراحهم.
ورغم المبالغ التي يدفعها المهاجرون، فإنه يتم تهريبهم في قوارب متهالكة أصبحت معروفة باسم قوارب الموت وفرصة النجاة والوصول بسلام إلى الوجهة المرجوة تصبح شبه منعدمة في هذه القوارب.
وتشكل صناعة قوارب الموت سوقا مرتبطة بالهجرة السرية ويتم صنعها وتركيبها في ورشات غير نظامية بمواد ذات مستوى جودة منخفض للغاية، ولا تستوعب هذه القوارب سوى عشرات الأشخاص لكن المهربين يكدسون عليها مئات الأشخاص من أجل زيادة أرباحهم، فوفق تقديرات المفوضية الأوروبية، تحقق شبكات التهريب أرباحا تتراوح بين 4.7 و6 مليار يورو سنويا وتؤدي هذه التجارة إلى وفاة وفقدان الاف الأشخاص في البحر بينهم أطفال ونساء.