حظيت ساحة جامع الفنا بمدينة مراكش بشهرة عالمية تجاوزت حدود المغرب لتصبح رمزا ثقافيا وتراثيا يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. وقد تم تصنيفها من قبل منظمة “الإيسيسكو” ضمن التراث الشفهي اللامادي للبشرية، بفضل تنوع أنشطتها وأجوائها الفريدة التي تمتزج فيها الموسيقى، والعروض الفنية، والنكهات المحلية.
ورغم هذه السمعة الرفيعة، فالساحة تعاني من مشاكل عديدة تهدد جاذبيتها. من بين أبرز هذه المشاكل حالة الحنطات الحديدية التقليدية، التي لم تشهد أي تحديث يذكر منذ أن بدأت الساحة تكتسب شهرتها، حيث باتت هذه الحنطات مصدر معاناة لأربابها، وذلك لكونها تعاني من سوء التنظيم وهشاشة البنية التحتية، مما يجعلها غير ملائمة للتطور الذي تشهده ساحة بمكانة جامع الفنا.
من أبرز المشاكل التي تعكر صفو التجربة في الساحة هي قنوات الصرف الصحي والروائح الكريهة المنبعثة منها، التي تشكل مصدر قلق دائم، خاصة بالنسبة لبائعي المأكولات. كيف يمكن لزبون مغربي أو أجنبي أن يستمتع بوجبة مغربية تقليدية وسط أجواء تملؤها الروائح الكريهة؟ هذا الوضع يسيء إلى صورة الساحة ويؤثر على جاذبيتها السياحية.
وتتعالى الأصوات المطالبة بضرورة تطوير هذه الحنطات لكي تتمكن من تلبية المعايير الصحية والجمالية. هذا التطوير لا يعني فقط تحسين مظهر الساحة، بل يشمل أيضًا توفير تجهيزات أساسية مثل ثلاجات لحفظ الأطعمة والمنتجات، على غرار حنطات بيع العصير والفواكه الجافة.