توصلت كشـ24 بتسجيل صوتي لمسؤولة بالمعلمة التاريخية قصر الباهية، معلقة على المادة التي سبق كشـ24 أن قامت بنشرها، تحت عنوان “إغلاق مراحيض قصر الباهية التاريخي في وجه السياح يثير الاستياء“، تكشف من خلاله أن القصر يتوافد عليه عشرات السياح، وأن الاستخدام المفرط للورق الصحي جعل قنوات الصرف الصحي تمتلئ بسرعة، بالإضافة إلى أن القصر يحتضن خلال هذه الفترة شركة مختصة لإعادة تهيئة هذه المراحيض.
لكن هذا العذر الذي قدمته المسؤولة يعتبر أقبح من زلة، حيث أن مسؤولية توفير مرافق صحية لسياح وزوار معلمة قصر الباهية التاريخية، التي تعتبر أحد أهم المآثر التاريخية التي تزخر بها مدينة مراكش، تقع بشكل مباشر على عاتقها، وإن تصريحها يعكس نوعا من انعدام المسؤولية والاستهتار براحة السياح، خصوصا وأن بعضهم يعاني من أمراض مزمنة تتطلب دخولهم إلى المراحيض بشكل متكرر.
وكان من الأجدر بالمسؤولة المعنية أن تضع مصلحة الزوار في المقام الأول، وأن تضمن توفير المرافق الصحية لسياح هذه المعلمة، قبل أن تعطي تبريرات واهية، تجعلها تظهر أصغر من حجم المسؤولية التي على عاتقها.
وفي هذا السياق، يتساءل الكثيرون هل يعرف وزير الثقافة والشباب والتواصل مهدي بنسعيد عن هذا الأمر؟ وخاصة مع اقتراب مدينة مراكش من استضافة تظاهرات رياضية قارية عالمية، يجب أن تتوفر جميع المآثر التاريخية في المدينة، بما في ذلك قصر الباهية، على مرافق صحية لائقة تستجيب لاحتياجات الزوار، لأن عدم توفير هذه الخدمات الأساسية يعد تقصيرا واضحا في واجبات المسؤولة عن هذه المعلمة التاريخية.
إن مدينة مراكش، بتراثها الثقافي الغني ومعالمها السياحية، تحتاج إلى إدارة مسؤولة، ومسؤولين يأخذون بعين الاعتبار راحة وسلامة زوارها، بدلا من التعامل مع مشكلاتهم بتجاهل وتهاون واستهتار.