قرر حزب الاستقلال، بمناسبة تخليذه الدكرى الـ81 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، إطلاق مبادرة اعتبر بأنها تروم صياغة عقد اجتماعي يعبر عن رؤية الشباب المغاربة لمغرب الغد. وجاءت هذه المبادرة في سياق مطبوع بعزوف واضح للشباب عن السياسة، وبدء عدد من الأحزاب الأساسية في ترتيبات الإعداد لانتخابات 2026.
وقال حزب الاستقلال، المشاركة في حكومة أخنوش، إن هذا العقد سيقوم على الأفكار والمقترحات التي ستنبثق عن الاستشارات واللقاءات الشبابية المحلية والجهوية والوطنية التي سيطلقها الحزب طيلة سنة 2025، وذلك سعيا إلى إسماع صوت الشباب والتعبير عن طموحاتهم وتطلعاتهم، من أجل إشراكهم في وضع السياسات العمومية والمساهمة في صياغة رؤية المستقبل.
وترأس نزار بركة، الأمين العام للحزب، مساء اليوم السبت، مهرجانا خطابيا وطنيا تحت شعار “الشباب بناة اليوم والغد”، بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، إلى جانب عدد من برلمانييه وأطره ومفتشيه.
وظلت مدينة فاس والتي اقترن اسمه تاريخيا بحزب “الميزان”، المدينة التي تحتضن هذه التجمعات، لكن وعلى غير العادة، قرر حزب الاستقلال أن يخلد الذكرى هذه المرة في مدينة الدار البيضاء، القلب الاقتصادي النابض للمغرب. وجاء تغيير “الوجهة” في سياق يعاني فيه حزب علال الفاسي من تراجع كبير في العاصمة العلمية، ومن أزمة تنظيمية مرتبطة بغياب الهيكلة نتيجة تصدعات سابقة.
واعتبر بركة، في كلمته، بأن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بمثابة شعلة لثورة الملك والشعب، أسست لإنجازات تحررية، ودستورية، ودمقراطية، وكذا سياسية وتنموية، جعلت مغرب اليوم يعيش على وقع طفرات وانتقالات وتحولات مفصلية. وأكد أن الرهان معقود على شباب اليوم للعب دوره لقيادة المرحلة، واستثمار طاقاته لكسب رهانات الحاضر والمستقبل.
ودعا الشباب إلى الانخراط بقوة في جهود الطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، بالمساهمة من خلال الدبلوماسية الحزبية والشبابية والبرلمانية في توسيع الاعتراف بمغربية الصحراء وبوجاهة مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب لإنهاء هذا النزاع المفتعل.
وشدد على الحاجة الماسة للشباب للاستثمار في الفرص السانحة على المستوى الإقليمي والدولي، وهي فرص من شأنها تثبيت موقع المغرب كقوة صاعدة إقليميا وجهويا، وتعزيز حضوره كقطب استقرار وازهار قاريا وإقليميا، من قبيل تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030.
وبخصوص مدونة الأسرة، أكد بركة أن حزب الاستقلال يسجل بارتياح احترام مخرجات تعديل المدونة للتوجه الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، القاضي بعدم إحلال الحرام أو تحريم الحلال، لافتا لافتخار الحزب بالتفاعل الإيجابي الذي لقيته المقترحات التي قدمها حول التعديل، وانتصار هذا التعديل للمنطق الذي يدافع عليه حزب الاستقلال الرامي إلى إقرار التوازن والتضامن الأسري.
ويقدم حزب الاستقلال على أنه حزب محافظ. وكان عدد من المتتبعين يعتبرون بأنه قد يبدي تحفظات بشأن توجه الحكومة لتنزيل توجهات الإطار العام لتعديل مدونة الأسرة. لكن الأمين العام للحزب كذب هذه التوقعات. فقد حذر مما أسماه بالمغالطات والتضليل والتشويش على مخرجات مدونة الأسرة.
وأورد بأن الحكومة تدافع عن ثوابت الأمة كأساس لتعديل مدونة الأسرة، تماشيا مع التوجيهات الملكية السامية، ومنوها بالرؤية الشرعية المتجددة التي دعا من خلالها جلالة الملك، المجلس العلمي الأعلى إلى اعتماد الاجتهاد البناء في موضوع الأسرة لتقديم أجوبة حول الإشكاليات الفقهية التي تطرحها تطورات الأسرة المغربية والمجتمع.