قبل أيام قليلة من الانتخابات الرئاسية الثلاثاء، تستعد مدينة واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزّتها قبل أربع سنوات عندما خسر دونالد ترامب أمام جو بايدن.
وحذّرت سلطات العاصمة الأميركية من أنه يمكن توقع “بيئة أمنية متقلّبة وغير متوقعة” في الأيام وحتى الأسابيع التالية لإغلاق مراكز الاقتراع، مضيفة أنها لا تتوقع إعلان الفائز في يوم الانتخابات.
فما زال شبحيناير 2021 يخيّم على المدينة: في ذلك اليوم، اقتحم مئات من أنصار المرشح الجمهوري دونالد ترامب مبنى الكابيتول في محاولة لمنع التصديق على فوز الديموقراطي جو بايدن.
وقال كريستوفر رودريغيز، أحد المسؤولين في المدينة خلال اجتماع مجلس المدينة الأسبوع الماضي “بدأت استعداداتنا لعام 2024 في 7 يناير 2021 من نواحٍ عدة”.
في تلك الفترة، رفض ترامب مرارا الإعلان ما إذا كان سيقبل نتائج الانتخابات، مدّعيا وجود تزوير وغش في الولايات المتأرجحة مثل بنسلفانيا، ما أدى إلى اندلاع المزيد من الاضطرابات.
وحتى قبل الهجوم على مبنى الكابيتول، هزّت واشنطن تظاهرات عنيفة خلال الحركة الاحتجاجية المناهضة للعنصرية “بلاك لايفز ماتر” (حياة السود مهمة) في صيف 2020.
تضليل
على مسافة خطوات من البيت الأبيض الجمعة، كان عمال يثبّتون ألواحا خشبية على نوافذ الكثير من المحلات التجارية والشركات.
ومنذ أسابيع، أقيم حاجز أمني لقطع طريق مؤدٍ إلى إحدى الساحات أمام المقر الرئاسي، كما وضعت حواجز خلف البيت الأبيض فيما كان عمال بناء يعملون على تشييد المنصة التي ستستخدم خلال مراسم تنصيب الرئيس الجديد فييناير.
وتقليدا، يبدأ العمل في نوفمبر، لكن خلال أعمال الشغب التي اندلعت في الكابيتول، اضطر العمال إلى الفرار من الموقع عندما احتشد أنصار ترامب على درج مقر الكونغرس.
وهذا العام، قالت إدارة المتنزهات الوطنية إن العمل سيبدأ قبل شهر من موعده “لإتاحة الوقت الإضافي اللازم لبيئة أكثر أمانا”.
وقالت سائحة لوكالة فرانس برس في لافاييت بارك “أشعر بخيبة أمل لأننا كنا نرغب في التقاط صورة أمام البيت الأبيض”.
وخلال اجتماع مجلس المدينة الأسبوع الماضي، حذر كريستوفر رودريغيز خصوصا من المعلومات المضللة على وسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تؤثر على السلامة العامة في العاصمة الأميركية.
وأضاف أن أحداثا جيوسياسية مثل الحرب في قطاع غزة تضيف “طبقة من التعقيد” التي “قد تؤدي إلى عنف سياسي”.
تعزيزات أمنية
وأعلن مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) أنه بصدد إنشاء مركز قيادة لمراقبة هذه التهديدات، في حين قال جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية كبار الشخصيات السياسية، أنه سيعزز نظامه الأمني إذا لزم الأمر.
من جهتها، امتنعت شرطة الكابيتول التي أصيب العديد من عناصرها خلال أحداث 6 يناير 2021، عن التعليق على استعداداتها الأمنية. لكن رئيسة بلدية المدينة مورييل باوزر قالت في مؤتمر صحافي في أكتوبر، إن هذا الجهاز الذي يعنى بحماية أمن الكونغرس سيكون “جاهزا”.
بدورها، أكّدت قائدة شرطة المدينة باميلا سميث أنه لم يتم تحديد أي “تهديد حقيقي” يستهدف واشنطن خلال فترة الانتخابات.
وأشارت إلى أنه سيسمح بتنظيم تظاهرات سلمية لكن “لن نتسامح مع أي عنف” وقالت إن تعزيزات تصل إلى أربعة آلاف جندي ستنشر في المدينة في 20 كانون الثاني/يناير، يوم تنصيب الرئيس.