هزت حادثة مروعة المجتمع البريطاني بعد أن تُرك رجل بريطاني في الثمانينات من عمره أكثر من يومين في ممر قسم الطوارئ بأحد المستشفيات دون تلقي أي علاج أو مسكنات، ما أدى إلى تدهور حالته الصحية ووفاته بعد نحو شهر من الحادثة.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا غارديان"، أثارت هذه الحادثة مخاوف جديدة حول حالة الرعاية الصحية العاجلة في هيئة الصحة الوطنية البريطانية.
التقرير أشار إلى أن "هيئة تحقيقات سلامة الخدمات الصحية" ربطت بين الإهمال الذي تعرض له الرجل وتسريع وفاته، مؤكدةً أنه كان يجب على موظفي المستشفى التصرف بشكل أسرع في علاجه دون الحاجة لتنبيههم بضرورة تقديم العلاج في الوقت المناسب.
أسباب التأخير والإهمال في قسم الطوارئ
تم نصح الرجل بالذهاب إلى قسم الطوارئ بعد أن اشتكى من آلام في الظهر جراء سقوطه في منزله. ورغم معاناته من مرض باركنسون، فإنه ظل في الممر لمدة 52 ساعة دون أن يتم منحه العلاج المناسب.
وأوضح التقرير أنه لم يكن هناك نظام يتنبه لاحتياجات المرضى الذين يحتاجون إلى أدوية حساسة للوقت.
كما أشار إلى عدم توفر آلية للتأكد من وصف الأدوية اللازمة بشكل سريع من قبل الطاقم الطبي.
الوفاة بسبب التأخير في العلاج
خلال تلك الساعات الطويلة في ممر الطوارئ، كان المريض بحاجة إلى 18 جرعة من الأدوية، لكنه لم يحصل سوى على 7 جرعات فقط.
كما أُعطيت له بعض الجرعات متأخرة. وبسبب التأخير في تلقي العلاج المناسب، دخل المريض في مضاعفات خطيرة أدت إلى فقدانه القدرة على البلع.
وتوفي الرجل بعد 4 أسابيع بسبب "عدوى صدرية شديدة"، في ظل معاناته من مرض باركنسون وهشاشة الشيخوخة.
تداعيات الحادثة والتحقيقات
وصف الدكتور أدريان بويل، رئيس الكلية الملكية لطب الطوارئ، الحادثة بأنها "مأساوية وصادمة"، مؤكدًا أنها تحذير لجميع العاملين في أقسام الطوارئ بالمستشفيات البريطانية بضرورة الالتزام بمعايير العلاج العاجل.
من جانبها، حذرت "هيئة تحقيقات سلامة الخدمات الصحية" من أن المرضى الذين يحتاجون إلى أدوية حساسة للوقت قد يتعرضون للأذى إذا لم يتم توفيرها لهم في الوقت المناسب.
الانتقادات لأداء هيئة الصحة الوطنية (NHS)
وفقاً لأحدث البيانات، أظهرت هيئة الصحة الوطنية في بريطانيا أن نحو 50 ألف شخص اضطروا للانتظار أكثر من 12 ساعة في أقسام الطوارئ في أكتوبر الماضي، وهو ثالث أعلى رقم منذ بدء تسجيل البيانات.