ع اللطيف بركة : هبة بريس
صادف التعديل الحكومي الأخير نهاية ولاية رئيس جامعة ابن زهر، الذي يعتبر الخاسر الأول برحيل الميراوي. فقد تواطأ هذا الأخير مع الوزير المقال على وأد حزمة من المشاريع التي كان من المفروض أن تنجز اليوم، بل وقبل سنوات. ولكن الرئيس، المنتهية ولايته، فضل مسايرة تعنت الوزير، وقام بتجميد مشاريع متعددة في الرقعة الواسعة التي تغطيها جامعة ابن زهر في الجهات الأربع لوسط المملكة وجنوبها. هكذا، فقد تم التخلي عن خمس مشاريع جامعية بجهة كلميم وتم التنصل من مشروع قرية المعرفة بتيزنيت، وحصل تعثر كبير في كلية الطب والصيدلة بمدينة العيون، بالإضافة إلى التعثر، بل التوقيف الذي شمل مشروع المؤسسة الجامعية الثانية بمدينة وارزازات.
تم إقبار مشاريع جهة كلميم بكل من كَلميم المدينة وسيدي إيفني وآسا والوطية، وقد كانت كلها مشاريع قد حظيت بدعم مالي جد هام من جهة كلميم وادنون، مما أثار احتجاج رئيسة الجهة لدى رئيس الحكومة، واحتجاج الوالي أبهي مرات، إذ لم يجد الرئيس، المنتهية ولايته، سوى الهروب والتغيب عن الاجتماعات التي دعت إليها الأطراف المعنية. وبذلك فوت الرئيس، وبإيعاز من الوزير الميراوي، على هذه الجهة فرصة أن تتوفر على مؤسسات تؤهلها للانتقال لجامعة مستقلة.
أما مدينة تيزنيت، فقد توفر فيها للجامعة وعاء عقاري هام بوابة موانو، على طريق شاطئ أكلو، وأطلق عليها قرية المعرفة وانخرط فيها الشركاء محليا وجهويا ووطنيا، ولكن جثم عليها الميراوي وأمر تابعه الرئيس، المنتهية ولايته، للتخلص منها بعدما كانت صفقة انطلاق اشغالها قد تمت ووقعت من طرف المراقب المالي قبل أن يوقفها الرئيس. وكذلك الأمر بالنسبة لعدة مشاريع كانت مرتبطة بقرية المعرفة.
وأما كلية الطب بالعيون، فقد كانت قد عرفت تطورا كبيرا في أشغالها، قبل تولي رئيس الجامعة، وقبل تعيين الميراوي، ولكن حصل فيها ارتخاء غير مبرر، وفسر البعض ذلك بانشغال الوزير الميراوي بالترخيص لجامعة صديقه بأكَادير، وافق عليها في زمن قياسي على الرغم من عدم توفرها على أطر وعلى بنيات تسمح بذلك، لأن صاحب نعمته أمره بذلك، لان الجامعة مملوكة لأخ وزير العدل ورئيس البام آنذاك.
ثم انقض الميراوي على مؤسسة بتارودانت، كانت قد اكتملت منذ ولاية الرئيس السابق، وادعى بأنه خلق مؤسسة للذكاء الاصطناعي، ولم تكون سوى استيلاء ماكر على مشروع سابق للجامعة وللمدينة، التي لم يشفع لها أن رئيس الجامعة ينحدر منها! إذ اتبع الرئيس نزوات الوزير لإرضاء وزيره الذي بدوره سعى إلى إرضاء زميله رئيس حزبه ورئيس بلدية تارودانت.
فهل الأمور تدور بهذه الانبطاحات؟ وهل يُستباح تطور جامعة بأكملها بهذه الشاكلة؟ واليوم وقد رحل الوزير ماذا سيقول الرئيس المنتهية ولايته للناس؟