الجزائر بعد سقوط بشار الأسد.. نحو نهاية الأنظمة العسكرية

هبة بريس-يوسف أقضاض تعرض النظام العسكري في الجزائر لصدمة سياسية عنيفة إثر سقوط النظام السوري الذي كان حليفًا له، حيث هزّ سقوط بشار الأسد عرش النظام الجزائري، الذي لطالما ارتبط بعلاقات وثيقة مع النظام البائد في سوريا. هذه العلاقة التي جمعت الجزائر بنظام بشار في سوريا كانت ترتكز على القمع المشترك ورفض الحريات النقابية، وهو ما جعل الجزائر تسير في نفس الاتجاه في إدارة شؤونها الداخلية. فقط قبل أيام قليلة، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أجرى اتصالًا مع الرئيس السوري المخلوع، تم خلاله التفاهم على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، عبر تبادل الزيارات وتنفيذ برامج عمل مشتركة. ومع ذلك، يبدو أن هذا التحرك جاء في وقت حرج، إذ أصبحت الجزائر اليوم أمام واقع جديد قد يغير موازين السياسة في المنطقة. يُظهر سقوط بشار الأسد انعكاسات واسعة على العلاقات الدولية في المنطقة، حيث تضع الجزائر نفسها في مواجهة مع تراجع دعم المجتمع الدولي للأنظمة العسكرية الاستبدادية. كما أن التحولات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط أضحت تؤثر بشكل مباشر على استقرار التحالفات القديمة، والتي بدأت تتداعى واحدة

الجزائر بعد سقوط بشار الأسد.. نحو نهاية الأنظمة العسكرية
   hibapress.com
هبة بريس-يوسف أقضاض تعرض النظام العسكري في الجزائر لصدمة سياسية عنيفة إثر سقوط النظام السوري الذي كان حليفًا له، حيث هزّ سقوط بشار الأسد عرش النظام الجزائري، الذي لطالما ارتبط بعلاقات وثيقة مع النظام البائد في سوريا. هذه العلاقة التي جمعت الجزائر بنظام بشار في سوريا كانت ترتكز على القمع المشترك ورفض الحريات النقابية، وهو ما جعل الجزائر تسير في نفس الاتجاه في إدارة شؤونها الداخلية. فقط قبل أيام قليلة، كان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قد أجرى اتصالًا مع الرئيس السوري المخلوع، تم خلاله التفاهم على تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، عبر تبادل الزيارات وتنفيذ برامج عمل مشتركة. ومع ذلك، يبدو أن هذا التحرك جاء في وقت حرج، إذ أصبحت الجزائر اليوم أمام واقع جديد قد يغير موازين السياسة في المنطقة. يُظهر سقوط بشار الأسد انعكاسات واسعة على العلاقات الدولية في المنطقة، حيث تضع الجزائر نفسها في مواجهة مع تراجع دعم المجتمع الدولي للأنظمة العسكرية الاستبدادية. كما أن التحولات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط أضحت تؤثر بشكل مباشر على استقرار التحالفات القديمة، والتي بدأت تتداعى واحدة تلو الأخرى، في وقت يواصل فيه النظام الجزائري السير على نفس النهج الأمني المشدد، الذي يشمل دعم المنظمات الإرهابية والانفصالية، مما يزيد من تعقيد الوضع الداخلي في البلاد. اليوم، يبدو أن الجزائر في مواجهة مع نظام الثوار السوريين الذي تسعى إلى إرساء سيادة جديدة في المنطقة، في وقت تشهد فيه الجزائر المزيد من العزلة الدولية بسبب سياساتها القمعية. إن التحولات المتسارعة في المنطقة تكشف عن حجم الأزمة التي يمر بها النظام الجزائري، وتضعه في وضع صعب على المستويين الداخلي والخارجي.