ألقى رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون، الذي يقوم بزيارة دولة للمغرب بدعوة كريمة من الملك محمد السادس، اليوم الثلاثاء، خطابا أمام أعضاء غرفتي البرلمان الذي اجتمع في إطار جلسة مشتركة.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ الجامعي عباس الوردي أن خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمام أعضاء غرفتي البرلمان تضمن إشارات واعدة تؤكد على أن ثورة التعاون المغربي الفرنسي في أوجها الآن اعتبارا لمجموعة من المقاومات.
وأوضح المحلل السياسي في تصريح خص به “كشـ24” أن الرئيس الفرنسي ذكر مجموعة من التوجهات الكبرى التي تعكس قناعاته المباشرة والراسخة بنظارة ومقياس جلالة الملك محمد السادس، وذلك اعتبارا من أن التعاون لن يكون إلا على أساس الندية والتعاون المشترك والمحبة والإخاء ووضع النقط على الحروف بخصوص مجموعة من القضايا.
وأضاف المتحدث أن إعلان الرئيس الفرنسي للمرة الثانية، بعد الرسالة التي بعث بها إلى جلالة الملك محمد السادس، عن دعمه لمغربية الصحراء هو حدث تاريخي يجب ان يكتب بماء من ذهب، وذلك لكون هذا الاعتراف جاء من لدن عضو دائم في مجلس الامن وله علاقات تاريخية مع مجموعة من الدول التي تنتمي الى الاتحاد الاوروبي.
وأبرز الوردي أن هذا الاعتراف يأتي في اطار خلق بنية متفردة عنوانها الاحترام المتبادل واحترام الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
وشدد الخبير السياسي لكشـ24 أن تذكير إيمانويل ماكرون بجهود جلالة الملك ورئيس لجنة القدس فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي فيه إشارة قوية على ان فرنسا تؤكد مرة اخرى قناعتها بحل الدولتين مع احداث الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال عباس الوردي أن خطاب الرئيس الفرنسي يؤكد أن خطة الطريق التي ستعتمد مع المملكة المغربية ستكون واضحة المعالم وستكون لها مجموعة من الاسقاطات المرتبطة بوحدة المصير بين الشعبين وبتنمية العلاقات وبالاستثمار في رأس مال البشري وإقرانها بالتكوين وتوحيد الرؤى فيما يتعلق بتحديد الاولويات وكذلك مجابهة الصعاب التي يعرفها النظام العالمي الجديد.
إن الخطاب الملكي يعكس رغبة المغرب وفرنسا في إرساء مجموعة من المقومات الكفيلة بخلق نموذج مغربي فرنسي متفرد على مستوى التعاون الاستثنائي وخلق بنية تعاونية لصالح البلدين ولصالح البنية الدولية، يؤكد المحلل السياسي.
وقال الوردي لكشـ24 أن هذا الخطاب حمل مجموعة من الإشارات الكبرى التي تؤكد اعتزاز فرنسا والمغرب بالتعامل فيما بينهم وفياثراء النقاش حول مجموعة من القضايا.
وأفاد المتحدث، بأن هذا الحدث البارز هو تأكيد مباشر ورسمي من لدن الجمهورية الفرنسية في اطار تجسير العلاقة المتينة والنموذجية بين البلدين، كما أن هذا الخطاب يحدد الاولويات ويخطط للمستقبل على اساس استراتيجي عنوانه التعاون والانصات للاخر وخلق مجموعة من المنافذ المرتبطة بالتعاون المثمر والبناء والمربح للتنمية البشرية ولخلق نماذج متفردة عنوانها الربح المشترك.