خلال العقود الماضية استطاعت مدينة مراكش، مراكمة تجارب مهمة على مستوى تنظيم أحداث وتظاهرات قارية ودولية، مما جعلها قِبلة مفضلة على المستوى العالمي لإحتضان هكذا أحداث، لعل أهمها قمة المناخ العالمية “كوب 22″، اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، معرض “جيتكس” وغيرها من الأحداث، وهي أحداث بصمت فيها المدينة على نجاح كبير على مستوى التنظيم.
ورغم التجارب التي راكمتها المدينة الحمراء على هذا المستوى، إلا أن القادم، أي تنظيم كأس العالم 2030، يعد امتحانا كبيرا لعاصمة النخيل، بالنظر إلى حجم الإستثمار ومدة هذه التظاهرة الرياضية العالمية، التي تفرض تحديات كبيرة في مختلف المستويات، سواء تعلق الأمر بالبنيات التحتية، أو الرياضية أو الفندقية أو الطرقية، وغيرها من التجهيزات التي من شأنها المساهمة في نجاح التظاهرة.
ولتأكيد جديتها وقدرتها على تنظيم فعالية بحجم كأس العالم 2030، تحتاج المدينة الحمراء، إلى نقلة نوعية، ومجهودات جبارة من شأنها إعادة المدينة إلى سابق عهدها، بعد التراجع الكبير الذي عرفته، خصوصا على مستوى البنية التحتية والطرقية والمساحات الخضراء وكذا خدمات بعض القطاعات على رأسها قطاع سيارات الأجرة الذي يتخبط في جملة من المشاكل.
وإذا كانت سلطات مراكش فيما قبل مطالبة بتحسين مختلف الخدمات بشكل يتماشى مع متطلبات التظاهرة العالمية لضمان نجاح تنظيم هذه الأخيرة، فإن التقرير الأخير للإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” الذي حصلت فيه المدينة الحمراء على تقييمات عالية، رفع سقف التحدي أمام مسؤولي المدينة الذين أصبحوا الآن مطالبين بإثبات أحقية هذا التقييم، الذي سيضع مراكش وكفاءة مسؤوليها أمام مقارنة مع المدن الأخرى المعنية بتنظيم “مونديال 2030”.