فتحت النيابة العمومية بولاية المهدية التونسية تحقيقًا في حادثة انتحار معلم إعدادي أضرم النار في نفسه داخل منزله، بعدما تعرض لحملة تنمر واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
البداية بمناوشة داخل المدرسة
تعود الأحداث إلى يوم 13 نونبر الجاري، عندما نشبت مناوشة بين المعلم وعدد من التلاميذ داخل المدرسة. على إثرها، تقدمت والدة أحد التلاميذ بشكوى ضده، ما استدعى تدخل فرقة البحث في جرائم العنف ضد المرأة والطفل، حيث تم استدعاء المعلم، إضافة إلى التلميذ ووالدته، للتحقيق في الواقعة.
تصعيد إلكتروني ومأساة نفسية
خلال هذه الأزمة، انتشر مقطع فيديو يوثق المناوشة على موقع "فيسبوك"، ما أدى إلى حملة تنمر واسعة من بعض التلاميذ ضد المعلم، البالغ من العمر 50 عامًا.
ووفقًا لشهادات، أثرت هذه الحملة بشدة على حالته النفسية، ما دفعه إلى اتخاذ قرار مأساوي بإضرام النار في نفسه.
ردود فعل تضامنية
شهدت المؤسسات التربوية في معتمدية الشابة بولاية المهدية إضرابًا شاملاً يوم الجمعة، للتعبير عن التضامن مع المعلم الراحل، وسط دعوات لتسليط الضوء على قضايا التنمر الإلكتروني وتأثيرها المدمر.
تحقيق ومحاسبة قانونية
أكد الناطق الرسمي باسم محاكم المهدية والمنستير، فريد بن جحا، أن النيابة العمومية تحقق في الواقعة، بما في ذلك التنمر الرقمي الذي تعرض له المعلم.
وأوضح أن القانون التونسي يعاقب المتورطين في التنمر الإلكتروني الذين تجاوزت أعمارهم 13 عامًا بالسجن لمدة تصل إلى سنتين.
أما في حال ثبوت تورط أطفال دون السن القانونية، فقد تصل العقوبة إلى 5 سنوات وفقًا للتشريعات.