هبة بريس-يوسف أقضاض
يبدو أن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي في جنوب أفريقيا على وشك الاستجابة لمطالب فروعه التي تدعو إلى تحسين العلاقات مع المغرب.
فقد أظهرت التقارير الصحفية المحلية في جنوب إفريقيا أن هذه المطالب أصبحت أكثر قوة ووضوحًا داخل الحزب، بعد أن كانت في البداية أصواتًا خافتة.
في الوقت الذي كان فيه الرئيس سيريل رامافوزا يتجاهل هذه الدعوات، يبدو الآن أن الضغط المتزايد من قبل أعضاء الحزب يدفعه إلى إعادة النظر في موقفه.
وتعد هذه التطورات مؤشرًا على تحول قد يطرأ على السياسة الخارجية لجنوب أفريقيا، التي كانت تتسم بالتحفظ في علاقاتها مع المغرب في السنوات الأخيرة.
مع تزايد الدعم داخل الحزب لهذه المطالب، يصبح من غير المحتمل أن يظل رامافوزا قادرًا على تجاهل هذه الأصوات، ما يجعل من هذه القضية مسألة محورية في المرحلة المقبلة.
وأدى تراجع سمعة الجزائر على الساحة الدولية، في وقت تشهد فيه مغربية الصحراء دعمًا متزايدًا من قبل كبار الدول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، فرنسا، ألمانيا، إسبانيا، بالإضافة إلى العديد من الدول الأوروبية والإفريقية والعربية، إلى الدعوة بشدة في جنوب أفريقيا إلى تطبيع العلاقات مع المغرب.
ساهم هذا التحول في المواقف الدولية في دفع الكثيرين داخل الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا إلى ممارسة ضغوط على قيادته لمراجعة سياساته العدائية تجاه المغرب، مطالبين بتغيير النهج الحالي.
في الوقت نفسه، شهد المغرب طفرة ملحوظة في مجالات الصناعة، التجارة، والسياحة، فضلاً عن تنظيمه لأكبر التظاهرات العالمية، بما في ذلك الرياضية. هذه الإنجازات كان لها دور كبير في تحفيز العديد من مناصري الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا للمطالبة بتطبيع كامل للعلاقات مع المغرب، بعيدًا عن الاستمرار في تبني سياسة الجزائر التي أثبتت فشلها على المستوى الإقليمي والدولي.