هبة بريس-يوسف أقضاض
تشهد مخيمات تندوف في الآونة الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في محاولات الهروب الجماعي من قبل سكانها، الذين يسعون للفرار من الظروف المعيشية القاسية والكارثية التي يعانون منها.
تنطلق العائلات الصحراوية بأعداد كبيرة نحو المناطق العازلة أو موريتانيا، هروبًا من قبضة جبهة البوليساريو المدعومة من الجيش الجزائري.
تشير التقارير الواردة من داخل المخيمات إلى مشاهد مأساوية، إذ اصطفّت عشرات السيارات على مدار الأيام الماضية، محاولات يائسة للخروج من جحيم سيطرة البوليساريو والعسكر الجزائري. بعض الأسر اضطرت للمبيت في العراء أو بيع ممتلكاتها البسيطة لتأمين احتياجات السفر.
لكن الأمور تفاقمت بشكل غير مسبوق مع التدخل المباشر للقوات العسكرية الجزائرية، حيث فرضت حواجز ونقاط تفتيش مشددة لعرقلة حركة السكان، ومنعتهم من مغادرة المخيمات.
وحُرم المحتجزون من حق التنقل بحرية، في وقت تشهد فيه السوق السوداء فرض أسعار خيالية على تصاريح السفر، ما يجعل الحصول عليها أمرًا شبه مستحيل بالنسبة للكثير من العائلات.
وبالرغم من النداءات المستمرة من داخل المخيمات إلى بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء "المينورسو" لحماية هؤلاء المحتجزين وضمان حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في التنقل، إلا أن الوضع يبقى على حاله، ويزداد سوءًا مع كل يوم يمر.
يصف العديد من المتابعين الوضع في المخيمات بأنه تحول إلى سجن كبير، حيث لا يستطيع السكان مغادرتها إلا بتصاريح مشددة وأسعار باهظة، فيما يمارس النظام الجزائري وجبهة البوليساريو إرهابًا عسكريًا وأمنيًا ضد الأسر الصحراوية، مع تعرض البعض منهم للاعتقال والتعذيب أو القتل بشكل ظالم.