خبير إسباني يُحذر من “الاكتشاف الكاذب” للنفط في المغرب

قالت يومية “Eleconomista” الإسبانية، أن حلم المغرب باكتشاف النفط قبالة السواحل الأطلسية لجزر الكناري يواجه واقعا جيولوجيا معقدا للغاية، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب لاستقطاب الشركات الراغبة في استكشاف مخزونات النفط الخام. وفي مياه المحيط الأطلسي، قبالة سواحل المغرب وعلى مقربة جدًا من جزر الكناري، تدور معركة صامتة ولكن حاسمة لكشف أسرار أعماق البحار. […]

خبير إسباني يُحذر من “الاكتشاف الكاذب” للنفط في المغرب
   kech24.com
قالت يومية “Eleconomista” الإسبانية، أن حلم المغرب باكتشاف النفط قبالة السواحل الأطلسية لجزر الكناري يواجه واقعا جيولوجيا معقدا للغاية، رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها المغرب لاستقطاب الشركات الراغبة في استكشاف مخزونات النفط الخام. وفي مياه المحيط الأطلسي، قبالة سواحل المغرب وعلى مقربة جدًا من جزر الكناري، تدور معركة صامتة ولكن حاسمة لكشف أسرار أعماق البحار. ولا يزال التنقيب عن النفط في هذا البلد، يجذب انتباه عمالقة الطاقة والمستكشفين المستقلين. ويشير نائب رئيس جمعية علماء جيولوجيا البترول والجيوفيزياء الإسبان (AGGEP) في تصريحات للإيكونوميستا إلى أنه “في السنوات الأخيرة، استأنفت العديد من الشركات أنشطة التنقيب في المناطق البحرية بالمغرب، ومع ذلك، كانت النتائج في معظمها مخيبة للآمال، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الجيولوجيا المعقدة “. ويقول الخبير خورخي نافارو : “على الرغم من أن النتائج الأخيرة لم تلبي التوقعات، إلا أن الاهتمام بالتنقيب البحري المغربي لا يزال مستمرا”، حيث يدفع المغرب وشركات خاصة مختلفة إلى تسريع الأنشطة الاستكشافية لمحاولة العثور على ما يسمى بـ “الذهب الأسود”. وأضاف الخبير الإسباني، أن الأخبار المنتشرة حول العثور على حقل نفطي يضم نحو 1.6 مليار برميل في ساحل أكادير، هي عبارة عن حسابات مبنية على المعطيات الموجودة مسبقًا التي جمعتها شركة أوروبا للنفط والغاز، مؤكدا : “على الرغم من أن النتائج الأخيرة لم تلبي التوقعات، إلا أن الاهتمام بالتنقيب البحري المغربي لا يزال مستمرا، مدعوما بإمكانياته الاستكشافية وبيئته المالية التنافسية”. وحسب التقرير المذكور، كانت الشركة تهدف إلى إثارة اهتمام المستثمرين والشركات لتمويل حفر بئر استكشافي ف المياه الواقعة بين المغرب وجزر الكناري، وهو مادفع ببعض وسائل الإعلام آنذاك إلى نشر أخبارا وتقارير عن اكتشاف نفطي كبير، لكن “الحقيقة هي أن شركة أوروبا للنفط والغاز لم تحفر أي بئر، ومن المنطقي أنه حتى يتم حفر بئر استكشافي وإثبات وجود النفط الخام، لا يمكن الحديث عن اكتشاف”، حسب خورخي نافارو. ويمثل بئر (سينامون-1) الذي تم حفره في دجنبر 2023، أول محاولة استكشاف بحرية في المغرب منذ خمس سنوات، بقيادة كونسورتيوم مكون من شركة إيني (45%، المشغل)، وشركة قطر للطاقة (30%)، وشركة ONHYM المملوكة للدولة (25%)، وركز المشروع على التكوينات الكربونات الجوراسية. وعلى الرغم من خيبات الأمل هذه، يظل المغرب نقطة جذب للاستثمار في مجال الطاقة . وتراهن شركات مثل إكسون موبيل، التي وقعت عقود التنقيب في منطقة أكادير-إفني البحرية (109.246 كيلومتر مربع) وآسفي الصويرة البحرية (20.819 كيلومتر مربع)، على المغرب. “تُواصل المناطق البحرية في المغرب جذب الاهتمام بسبب إمكاناتها الاستكشافية الواعدة، على الرغم من خيبات الأمل الأخيرة. بالإضافة إلى ذلك، تظل البيئة الضريبية الجذابة ودعم المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن عوامل رئيسية في تسهيل وتشجيع الاستكشاف،” يختتم نافارو. بين النجاحات العابرة والوعود التي لم تتحقق بعد، تظل سواحل المغرب مكانا تسعى فيه صناعة النفط إلى تحقيق حلم الثروة والطاقة، واثقة من أن الأعماق لا تزال تحمل أسرارا يتعين الكشف عنها.