هبة بريس ـ محمد زريوح
عاد ملف “إعادة فتح الجمارك التجارية بمعبر سبتة ومليلية” إلى الواجهة، إثر اللقاء الذي جمع وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بنظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس، على هامش المنتدى العالمي لتحالف الحضارات في البرتغال، حيث و رغم أهمية الموضوع، لا تزال التساؤلات مطروحة حول الأسباب وراء التأخر في تحقيق تقدم ملموس في هذا الملف.
في تقرير لصحيفة “إل فارو دي سوتا”، أشارت إلى أن فتح الجمارك التجارية كان ضمن القضايا التي طُرحت على طاولة النقاش منذ فترة طويلة، لكنها لم تسفر عن خطوات عملية حتى الآن.
وأضافت الصحيفة أن تصريحات ألباريس، عبر منصة “إكس”، ركزت على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين مدريد والرباط، دون الكشف عن تفاصيل واضحة حول هذه القضية العالقة.
من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية المغربية أن اللقاء ركز على تعزيز التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، مع متابعة تنفيذ الالتزامات الثنائية، و رغم ذلك، لا يزال ملف الجمارك التجارية أحد النقاط التي لم يتم التوصل فيها إلى اتفاق نهائي.
وأشارت الصحيفة إلى تاريخ من المحادثات التي شهدتها العلاقات المغربية-الإسبانية، لا سيما بعد زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى الرباط ولقائه مع الملك محمد السادس.
و رغم هذه التطورات، يظل تأخر فتح الجمارك التجارية موضوع جدل واسع، خاصة أن ألباريس سبق وأكد لرئيس مدينة سبتة، خوان فيفاس، في أبريل الماضي أن فتح الجمارك “التزام حالي وواقعي”، لكنه لم يحدد إطارًا زمنيًا لتنفيذه.
وفي تصريحات سابقة، نفى ألباريس أن يكون التأخير مرتبطًا بأسباب سياسية أو قانونية، مشيرًا إلى استمرار الجهود المشتركة لضمان فتح الجمارك التجارية بطريقة تمنع أي مشكلات مستقبلية، و رغم هذه التطمينات، يبقى الغموض سيد الموقف، مع استمرار التساؤلات حول مدى جدية الالتزام من الجانبين.
الملف، الذي يحمل أبعادًا اقتصادية وسياسية استراتيجية، يظل بحاجة إلى خطوات عملية تنقل النقاشات من إطار التصريحات إلى التنفيذ، في ظل انتظار طويل من طرف الفاعلين الاقتصاديين والمجتمعات الحدودية التي تعاني من تداعيات هذا التأخير.