قيس سعيّد ومنطق الديكتاتورية تحت الوصاية الكابرانية

محمد منفلوطي - هبة بريس لا شك أن الرئيس التونسي قيس سعيّد قد فقد بوصلة القيادة بلغة الدبلوماسية السياسية، بيد أن الرجل بات يبحث له عن موطئ قدم ولو على أرض هشة البُنيان على حافة جرف هار، ذلك ما يُلاحظ على الرجل وهو يستقبل زعيم الانفصاليين بمدينة الحمامات التونسية التي احتضنت ملتقى بعنوان "المقاومة والصمود.. مقاربات متعددة" بإيعاز من أولي نعمته "تبون ومجموعة الكابرانات"، الذين لم يترددوا في إنفاق المال وعائدات البترول والغاز على الغير، بدل تخصيصها لتنمية بلادهم وتحسين ظروف معيشة شعبهم "الشقيق" الذي لا يزال يعاني الويلات في طوابير العدس واللوبيا والحليب لانتزاع حصته قهراً. هو "سعيّد" بتصغير الاسم، يرى كثيرون في تصرفاته أنها صفات تدل على أن الرجل بات رهينة بيد كابرانات الجزائر، بل ارتمى في أحضانهم لتبرير انقلابه على الشرعية من جهة، وبهدف حصوله على تبادل تجاري "بيسكويتي" في زمن الأزمة الغذائية التي تمر بها البلاد. "سعيّد" وهو يهرول لفتح جامعات بلاده أمام الجزائر للترويج للأطروحة الانفصالية وضرب السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، اعتبرها محللون سياسيون خطوة تأتي لإرضاء "كابرانا

قيس سعيّد ومنطق الديكتاتورية تحت الوصاية الكابرانية
   hibapress.com
محمد منفلوطي - هبة بريس لا شك أن الرئيس التونسي قيس سعيّد قد فقد بوصلة القيادة بلغة الدبلوماسية السياسية، بيد أن الرجل بات يبحث له عن موطئ قدم ولو على أرض هشة البُنيان على حافة جرف هار، ذلك ما يُلاحظ على الرجل وهو يستقبل زعيم الانفصاليين بمدينة الحمامات التونسية التي احتضنت ملتقى بعنوان "المقاومة والصمود.. مقاربات متعددة" بإيعاز من أولي نعمته "تبون ومجموعة الكابرانات"، الذين لم يترددوا في إنفاق المال وعائدات البترول والغاز على الغير، بدل تخصيصها لتنمية بلادهم وتحسين ظروف معيشة شعبهم "الشقيق" الذي لا يزال يعاني الويلات في طوابير العدس واللوبيا والحليب لانتزاع حصته قهراً. هو "سعيّد" بتصغير الاسم، يرى كثيرون في تصرفاته أنها صفات تدل على أن الرجل بات رهينة بيد كابرانات الجزائر، بل ارتمى في أحضانهم لتبرير انقلابه على الشرعية من جهة، وبهدف حصوله على تبادل تجاري "بيسكويتي" في زمن الأزمة الغذائية التي تمر بها البلاد. "سعيّد" وهو يهرول لفتح جامعات بلاده أمام الجزائر للترويج للأطروحة الانفصالية وضرب السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، اعتبرها محللون سياسيون خطوة تأتي لإرضاء "كابرانات الجارة" من جهة، ومن جهة أخرى الظهور كلاعب أساسي وقيادي بارز في رسم خريطة التحالفات السياسية. فيما رأى فيها آخرون "رقصة" غير محسوبة من سعيّد، من شأنها أن تضرب في العمق آمال شعوب المنطقة في تحقيق تكامل مغاربي يعود بالنفع عليهم اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً... احتضان مدينة الحمامات التونسية ملتقى بعنوان "المقاومة والصمود.. مقاربات متعددة"، لدعم الأطروحة الانفصالية التي تتبناها شردمة البوليساريو وداعموها، يُعتبر تحولًا خطيرًا في السياسة الخارجية لهذا البلد المغاربي، الذي كان من المفروض على رئيسه "سعيّد"، أن يلعب فيه دور الرجل السياسي الرزين لتقريب الرؤى والعمل على لم الشمل بين شعوب المنطقة المغاربية وتذليل الصعاب ضمانًا للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بدل الهرولة وراء "أولي نعمته" من الغارقين بدورهم في مشاكلهم الداخلية والطامحين في إطلالة أطلسية لقطع أوصال المغرب عن عمقه الإفريقي حقدًا وحسدًا... نعم، كان من الأفضل للرجل أن يحفظ لنفسه مقامًا ونسبًا كقائد لتونس الخضراء، مهد ثورة الياسمين، وأن يبقى بعيدًا عن حشر أنفه في صراع مفتعل مقابل تلقيه "لدينارات لا تغني ولا تسمن من جوع"، مفعولها لا يدوم طويلاً، لا سيما وأن العلاقات بين الدول باتت تقاس اليوم بمدى صلابة نظامها السياسي وسيادتها الوطنية وقوتها الاقتصادية، وحضورها الوازن على الساحة الدولية. لكن أن يجعل "سعيّد" من "تونس العزيزة" رهينة بأيدي كابرانات لا يفقهون في علم السياسة سوى إثارة النعرات والنزاعات الطائفية وخلق كيانات وهمية... فتلك علامات تدل على أن تونس الحضارة، تونس الثورة، قد سُرقت، وأُريد لها أن تدخل منعطفًا جديدًا بنوع من الديكتاتورية تحت الوصاية الكابرانية.