يوسف اقوضاض - هبة بريس
اهتز الرأي العام الجزائري على حقيقة نظام بلاده الذي يمهد للتطبيع الثقافي مع إسرائيل، عكس الشعارات التي طالما تغنى بها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
كانت مكتبة "أقوال الشجرة"، ومقرها بسيدي يحيى وسط العاصمة الجزائر، تستعد لحفل توقيع كتاب بعنوان "الجزائر اليهودية" للكاتبة الجزائرية هيديا بن ساحلي، يوم السبت 26 أكتوبر الجاري.
وعقب انكشاف أمر التطبيع الثقافي الذي يلوح في الأفق بين الجزائر وإسرائيل، وأمام الضجة الكبرى التي شهدتها الجزائر بسبب ازدواجية المواقف، دفعت المكتبة إلى إلغاء حفل توقيع كتاب "الجزائر اليهودية".
يدافع كتاب "الجزائر اليهودية" عن وجود اليهود في الجزائر، كما يتضمن مقدمة للكاتبة الإسرائيلية فاليري زيناتي: "أنا الآخر الذي أعرفه قليلاً".
ووجه نشطاء في الجزائر انتقادات قوية لمكتبة "أقوال الشجرة"، مستغربين جرأتها في طرح الكتاب واحتضان الكاتبة وتنظيم حفل توقيع في الجزائر العاصمة، أمام صمت النظام الجزائري.
وتساءل نشطاء آخرون: "من وراء التطبيع الثقافي في الجزائر؟".
بالمقابل، عبر نشطاء جزائريون عن رفضهم إلغاء الندوة، وهو ما يمثل في نظرهم نوعاً من التضييق على حرية التعبير وحرية البحث التاريخي.
ويرى هؤلاء النشطاء أن الكتاب يتناول جزءاً من التاريخ الجزائري، ويسلط الضوء على فترة مهمة من تاريخ الجزائر التي عاش فيها اليهود إلى جانب المسلمين.
كما اعتبر مؤيدون للكتاب أن الهجوم على الكاتبة هو انعكاس لحالة من الانغلاق الفكري، حيث أصبح الحديث عن أي قضية حساسة، حتى لو كانت تاريخية، محفوفاً بالمخاطر ويواجه بمعارضة شديدة.