شهدت المملكة المغربية في السنوات الأخيرة توالي الجفاف نتيجة لتغير المناخ، ما ألقي بظلاله على الموارد المائية المتاحة، و في ظل هذه الظروف، أصبح توفير مياه الشرب أولوية قصوى على حساب مياه السقي، وهو ما أثر بشكل كبير على الإمدادات المخصصة للفلاحة في العام 2024.
ومنذ عام 2018، كانت إمدادات مياه السقي تتفوق على إمدادات مياه الشرب سنوياً، ففي عام 2018، بلغ حجم المياه المخصص للسقي 2.6 مليار متر مكعب، في حين كانت إمدادات مياه الشرب لا تتجاوز 743 مليون متر مكعب، ومع استمرار التحديات المائية، ارتفعت إمدادات السقي في السنوات التالية لتصل إلى 3.17 مليار متر مكعب في 2019، و 2.88 مليار متر مكعب في 2020.
لكن الوضع شهد تحولًا جذريًا في عام 2024، حيث لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث، فاقت إمدادات مياه الشرب إمدادات السقي، حسب ما طالعته “كشـ24” على المنصة الإلكترونية الرسمية (الماء ديالنا) التابعة لوزارة التجهيز والماء، حيث بلغ الحجم المائي المخصص للسقي 910 مليون متر مكعب فقط، في حين تم توفير 1.06 مليار متر مكعب لمياه الشرب. هذا التغيير الجوهري يعود إلى توالي سنوات الجفاف، ما استدعى تحديد الأولويات بناء على المخزون المائي المتاح.
ومن أجل ضمان توزيع المياه بشكل عادل، تم التنسيق بين وزارة الفلاحة وقطاعات أخرى مثل وزارة التجهيز والماء، حيث تم تحديد برامج إمدادات السقي استنادًا إلى الوضع المائي الراهن، وفي ظل هذه الظروف الاستثنائية، كانت الأولوية القصوى هي تأمين مياه الشرب، وذلك استجابة للضغوط المتزايدة الناتجة عن تغير المناخ.