مسؤولياتٌ ثقيلة تنتظر الوالي الجديد لجهة فاس مكناس معاذ الجَّامعي، فهل سيُعيد الرُّوح للحاضرة الإدريسيّة ؟!

بقلم : محمد القاسمي تسلّم معاذ الجامعي مهامه كوالي جديد لجهة فاس مكناس في وقت حسَّاس يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد لمواجهة العديد من الإكراهات والتحديات المختلفة والكثيرة التقيد، وتعتبر هذه الجهة من أهم المناطق في المملكة المغربية نظرًا لتنوعها التاريخي والثقافي لمركزيتها الرُّوحية على المستوى الدُّولي، مما يضع الوالي الجديد أمام مهام كبرى للنهوض بالتنمية المحلية والوطنية والدُّولية ، إذا المسؤولية جسيمة هل الرجل سيكون على قدر المقامِ الذي أقيمَ فيهِ . السؤال على قُدرة معاذ الجامعي، ابن مدينة فاس، على إعادة بريق هذه المدينة التاريخية هو سؤال يتجاوز شخصه ويدخل في إطار التحديات المعقدة التي تواجه فاس على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، ولا يمكنه أن يملك ما لم يملكه غيره ليجعلنا نعيش في جهة جنَّات النعيم أو يغيَّر الله واد السبيل لوادٍ سلسبيل ، من الحمق أن نحِّمَّل الرجل ما لا طاقة لهُ به، صحيح كونه إبن فاس، يضيف عنصرًا مهمًا وهو الارتباط الشخصي والعاطفي بالمدينة، وهذا مكسبٌ مما قد يعزز من حرصه على النهوض بها، لكن القدرة على إحياء بريق فاس تتطلب أكثر من مجرد إرادة، فهي

مسؤولياتٌ ثقيلة تنتظر الوالي الجديد لجهة فاس مكناس معاذ الجَّامعي، فهل سيُعيد الرُّوح للحاضرة الإدريسيّة ؟!
   hibapress.com
بقلم : محمد القاسمي تسلّم معاذ الجامعي مهامه كوالي جديد لجهة فاس مكناس في وقت حسَّاس يتطلب مقاربة متعددة الأبعاد لمواجهة العديد من الإكراهات والتحديات المختلفة والكثيرة التقيد، وتعتبر هذه الجهة من أهم المناطق في المملكة المغربية نظرًا لتنوعها التاريخي والثقافي لمركزيتها الرُّوحية على المستوى الدُّولي، مما يضع الوالي الجديد أمام مهام كبرى للنهوض بالتنمية المحلية والوطنية والدُّولية ، إذا المسؤولية جسيمة هل الرجل سيكون على قدر المقامِ الذي أقيمَ فيهِ . السؤال على قُدرة معاذ الجامعي، ابن مدينة فاس، على إعادة بريق هذه المدينة التاريخية هو سؤال يتجاوز شخصه ويدخل في إطار التحديات المعقدة التي تواجه فاس على المستويات الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية، ولا يمكنه أن يملك ما لم يملكه غيره ليجعلنا نعيش في جهة جنَّات النعيم أو يغيَّر الله واد السبيل لوادٍ سلسبيل ، من الحمق أن نحِّمَّل الرجل ما لا طاقة لهُ به، صحيح كونه إبن فاس، يضيف عنصرًا مهمًا وهو الارتباط الشخصي والعاطفي بالمدينة، وهذا مكسبٌ مما قد يعزز من حرصه على النهوض بها، لكن القدرة على إحياء بريق فاس تتطلب أكثر من مجرد إرادة، فهي تستدعي استراتيجية شاملة . كون معاذ الجامعي ينحدر من فاس يعني أنه على دراية عميقة بتاريخها، ثقافتها، وتحدياتها، هذا الارتباط الشخصي يمكن أن يدفعه إلى العمل بجدية أكبر لإعادة بريق المدينة، لكنه أيضًا يجعل توقعات السكان المحليين مرتفعة، مما يزيد من الضغط لتحقيق إنجازات ملموسة، كما قد يكون العكس مادام الإسم ارتبط رياضيا بارحل رغم كل ما قدَّمه حاموا هذا النَّسب للمدينة في المجال الرِّياضي وهو ما يجعلنا نتطلَّع لكل شيء ، أو العكس صحيح، قد يكون الرَّجل مرِن ويعيد للجهة بريقها والتي تعرضت للتهميش في الفترة السابقة رغم أنها كانت مستفيدة من قبل … ، فهل تعود لتستفيد مرة أخرى … ؟! هل عودة الجامعي أي عودة الروح لصاحبها ؟! هل تتصالح فاس مع أبنائها في كل المجالات المُقيمين في الشمال والشرق والغرب … والداخل والخارج …؟! هل يعود من فرَّ من فرط اليأس ؟! فاس تمتلك إمكانيات هائلة لتصبح مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا هامًا، الصناعة التقليدية على سبيل المثال لا الحصر، كانت من ركائز الاقتصاد المحلي، تراجعت في السنوات الأخيرة، يمكن للجامعي، من خلال سياسات داعمة للصناعات المحلية وجذب الاستثمارات في قطاعات مثل السياحة، أن يعيد الحيوية الاقتصادية للمدينة، كذلك بطالة الشباب تمثل تحديًا كبيرًا، إعادة بريق المدينة تتطلب خلق فرص عمل جديدة وتحفيز رواد الأعمال الشباب للإبتكار في قطاعات مثل التكنولوجيا، السياحة، والصناعات التقليدية التي ارتبطت بأصالة فاس لقرون طويلة قبل أن تجد نفسها في غياهب النسيان بعد آفة كرونا ، ممَّا يكشف لنا أن أصحاب القرار لم تكن لهم رؤيا مُستقبلية تجمع الأصالة والمعاصرة في قالبٍ واحد ويمكن الاستثمار فيه والتسويق له في زمن الأنترنت أو ما بعد كرونا تحديداً . أحد أهم التحديات التي تواجه فاس هو تحسين البنية التحتية التي أصبحت غير قادرة على مواكبة متطلبات العصر، الهندسة لم تكن ترقى لتطلعات 2024 فما بالك بالمونديال و2030 ؟! إحياء بريق فاس يتطلب استثمارات ضخمة في تحديث الطرق، وسائل النقل، الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، وتطوير الأحياء الشعبية، الجرأة لحلحلة ملف "سيتي باص" ، أظن آن الأوان ليقول الرجل إمَّا فك هذا الملف أو مغادرة المدينة برأس مرفوع ، من العيب والعار أن نلقي الحمل كاملا بأثقاله على مجلس المدينة والذي قبل أسبوع من الآن كتبت مقالا عنوانه "فاس مسؤولية الجميع وليس العمدة فقط" بمعنى السلطات الأخرى لها مسؤوليات كلٌّ من موقعه ، المنتخبون لايدبِّرون المدينة أو البرلمانيون فقط، لنكون ذَوو جرأة ومصداقية ونتحدث بصراحة الذي يحكم هو "السيَّد الوالي" ومن معه ، إذا فلنقوم اعوجاج السُّلطة ولن أظنّ أن السيَّد معاد الجامعي سيرفض ما قاله سيدنا عمر حين قال من رأى مني اعوجاجاً فليقوِّمه، شريطة الأدب وهو ما أحاول أن أكون صاحبه في مقالي هذا والذي أوجِّهُهُ لرجلٍ أَعرفه بأصالته وقلبه الكبير وتقديره واحترامه لكل من يهتم لشؤون الناس وكم فرِح مسؤولوا الزَّوايا بقدوم هذا الرجل لأنه إبن الدَّار، أخبرني أحد المشاييخ الكِبار أن الجامعي محبٌّ في الزوَّايا ولا يردُّ طلباً لأصحابها في إطار القانون وهناك ألاف الرويات والقصص القادمة من الشرق كُلها تضع الرّجل في مقام الأولياء الصُّلحاء نتمنى ألا يخيبَ ظنُّ هؤلاء … فاس معروفة عالميًا بتراثها الغني ومدينتها القديمة (فاس البالي)، التي تعتبر من مواقع التراث العالمي، الجامعي أمامه تحدي مزدوج: الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي، وفي نفس الوقت إيجاد سبل لتحويل هذا التراث إلى رافعة اقتصادية من خلال تطوير السياحة الثقافية بطريقة تحترم أصالة المدينة ، كما ينتظر الجامعي ورش كبير يحضى باهتمام ملكي كبير وهو الحفاظ على الموارد الطبيعية، خصوصًا الموارد المائية، هو أمر حاسم لاستدامة أي تنمية مستقبلية، إدارة التلوث على رأس القائمة خاصة في المدينة القديمة، وتطبيق سياسات صديقة للبيئة ستكون عوامل هامة في إعادة بريق مدينة سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس في ذكر كل من أقبر من الصُّلحاء والأولياء بمدينة فاس . نجاح معاذ الجامعي في مهمته يعتمد بشكل كبير على مدى قدرته على التواصل مع المجتمع المدني الفعَّال والذي يحضى بمصداقية وليس الغارق في إكراميات أوراش والسُّكان المحليين وإشراكهم في عملية صنع القرار والتفاعل مع الأخبار الصحيحة ذات الخط التوجيهي الإصلاحي وإعادة البريق لفاس تتطلب تضافر الجهود بين الإدارة والساكنة والقطاع الخاص، ليكون الجميع جزءًا من الحل، لكن ذلك يتطلب رؤية بعيدة المدى، استثمارًا حكيمًا في مختلف القطاعات، ودعمًا قويًا من الحكومة والمجتمع، بفضل معرفته الوثيقة بالمدينة وانتمائه لها، قد يكون الجامعي أكثر قدرة على فهم احتياجاتها العميقة، ولكن نجاحه سيعتمد على مدى قدرته على تنفيذ مشاريع حقيقية ومستدامة تلبي تطلعات سكان المدينة. العلاقة بين معاذ الجامعي والصحافة قد تكون معقدة كما هو الحال مع العديد من المسؤولين العموميين في مناصبهم القيادية، خاصة في ظل طبيعة دور الوالي والتحديات التي تواجهه، هذه العلاقة المعقدة تنشأ غالبًا من توازن صعب بين الشفافية التي تطلبها الصحافة وواجبات السرية والحذر التي تتطلبها المناصب الإدارية الرفيعة، يجب على الوالي المحترم أن يدرك أن الصحافة تلعب دورًا هامًا في نقل المعلومات إلى الرأي العام، وتعمل كوسيلة لمساءلة المسؤولين عن أدائهم، معاذ الجامعي، كوالي، مطالب بأن يكون شفافًا في تواصله مع الإعلام، خصوصًا فيما يتعلق بمشاريع التنمية التي تهم المواطنين، إذا لم يكن هناك تواصل فعال ومستمر مع الصحافة، قد تنشأ توترات أو سوء تفاهم وهذا يعيد ويكرر مقولة "فاس ولا شيء في فاس" . الصحافة تعتبر جزءًا أساسيًا من الديمقراطية ومساءلة المسؤولين، ودورها الرقابي قد يصطدم أحيانًا بحدود الأدوار الإدارية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمشاريع لم تكتمل أو وعود لم تتحقق. كيفية تعامل معاذ الجامعي مع هذا الدور الرقابي سيكون أمرًا حاسمًا في تحديد طبيعة علاقته بالصحافة، ونحن بدورنا في إدارة الوكالة المغربية للأبحاث والتحقيقات التي تضم مجموعة إعلامية كثيرة منها ما يهتم بالشأن المحلي للعاصمة العلمية بمدينة فاس والتي ننتمي لتربتها جميعا وتربينا في أكنافها وترعرعنا في دُروبها وأزقتها نرحب به، ونخبره أننا سنقول نعم في الوقت الذي يجب أن نقول نعم وسنقول لا في الوقت الذي يجب أن نقول لا ومصلحة جهة فاس مكناس فوق مصالحنا جميعا ورِهان ملك البلاد واضح ، حيَّا على العمل ، حيَّا لرفع عجلة التنمية ، السي معاذ الله يوفق …