معاناة العالم المنسي

بقلم زهور الغزالي في خضم الفيضانات التي شهدتها بلادنا مؤخرًا، ومع سقوط الأمطار التي جاءت كنعمة لكثيرين، تبرز قضية لا يمكن أن تظل طي النسيان؛ إنها معاناة سكان المناطق المتضررة من زلزال الحوز. أليس من المنطقي، وقد مر عام كامل على تلك الفاجعة، أن يكون لهؤلاء المتضررين مأوى يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء؟ لكن بدلًا من ذلك، نجدهم اليوم تحت الخيام، يقاومون الأمطار والرياح كما قاوموا في الماضي الزلزال القاسي. لقد شاهدت مقاطع الفيديو التي تروي حكاياتهم الصعبة، أسر بأكملها من نساء، أطفال، شيوخ، ورجال يعانون بصمت، وسط مشاهد تكشف حجم الألم والمعاناة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين ذهبت الأموال التي جمعت من أجلهم؟ أين صناديق الدعم والمساعدات التي وعدت بإعادة بناء حياتهم؟ وماذا حدث لتلك التبرعات السخية التي قدمتها الجالية المغربية في الخارج؟ كيف يمكن أن نغض الطرف عن هذه الأسئلة الجوهرية؟ لماذا لا يزال هؤلاء الناس يعيشون كلاجئين في وطنهم؟ كيف يمكن أن تمر مثل هذه الكارثة دون محاسبة أو تحقيق جدي؟ لقد مرت سنة على تلك الفاجعة، ومع ذلك، لا زلنا نرى القليل من التحرك الرسمي، وكأن الأزمات تتلاشى بمجرد

معاناة العالم المنسي
   hibapress.com
بقلم زهور الغزالي في خضم الفيضانات التي شهدتها بلادنا مؤخرًا، ومع سقوط الأمطار التي جاءت كنعمة لكثيرين، تبرز قضية لا يمكن أن تظل طي النسيان؛ إنها معاناة سكان المناطق المتضررة من زلزال الحوز. أليس من المنطقي، وقد مر عام كامل على تلك الفاجعة، أن يكون لهؤلاء المتضررين مأوى يقيهم حر الصيف وبرد الشتاء؟ لكن بدلًا من ذلك، نجدهم اليوم تحت الخيام، يقاومون الأمطار والرياح كما قاوموا في الماضي الزلزال القاسي. لقد شاهدت مقاطع الفيديو التي تروي حكاياتهم الصعبة، أسر بأكملها من نساء، أطفال، شيوخ، ورجال يعانون بصمت، وسط مشاهد تكشف حجم الألم والمعاناة. السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أين ذهبت الأموال التي جمعت من أجلهم؟ أين صناديق الدعم والمساعدات التي وعدت بإعادة بناء حياتهم؟ وماذا حدث لتلك التبرعات السخية التي قدمتها الجالية المغربية في الخارج؟ كيف يمكن أن نغض الطرف عن هذه الأسئلة الجوهرية؟ لماذا لا يزال هؤلاء الناس يعيشون كلاجئين في وطنهم؟ كيف يمكن أن تمر مثل هذه الكارثة دون محاسبة أو تحقيق جدي؟ لقد مرت سنة على تلك الفاجعة، ومع ذلك، لا زلنا نرى القليل من التحرك الرسمي، وكأن الأزمات تتلاشى بمجرد انتهاء الحدث الإعلامي. أدعو من هذا المنبر إلى إحياء النقاش حول هذا الموضوع الحيوي. لا يمكن أن نسمح لهذه المعاناة أن تغيب عن الذاكرة الجماعية. أطالب الأقلام الحرة والصحافة الشجاعة أن تستيقظ من سباتها، وأن تعمل على كشف الحقائق. لأن ما يحدث لهؤلاء الأبرياء هو قضية أخلاقية بامتياز، ومن حقهم أن يعيشوا حياة كريمة في وطنهم، وأن يتم التحقيق بشفافية في مصير الأموال التي جمعت باسمهم. لقد حان الوقت للتحرك الجاد، فهؤلاء الناس ليس لديهم صوت سوى بعض الشباب الذين يوثقون مأساتهم عبر مواقع التواصل. ولكن لا يكفي ذلك. القضية تحتاج إلى أفعال، إلى تحقيقات، وإلى حلول جذرية.