موجة البرد وتداعيات الزلزال يفاقمان معاناة سكان المناطق الجبلية

هبة بريس- عبد اللطيف بركة  تواجه ساكنة المناطق الجبلية في المغرب تحديات متجددة نتيجة لموجة البرد القارس التي تجتاح العديد من هذه المناطق، مما يعيد إلى الواجهة أزمة توفير حطب التدفئة. هذه الأزمة، التي تتفاقم مع كل فصل شتاء، تضاف إلى معاناة السكان الذين يواجهون بالفعل صعوبات اقتصادية جراء غلاء الأسعار وضعف الدخل. مع تزايد الطلب على الحطب في فترة الشتاء، ارتفعت أسعاره بشكل كبير، ما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر الفقيرة. لتصبح أزمة التدفئة أكثر حدة في المناطق الجبلية والنائية حيث تكون الظروف المناخية قاسية، ولا سيما في ظل غياب تساقطات مطرية كافية تؤدي إلى نقص في موارد الحطب. في هذه المناطق، يلجأ عدد من المواطنين إلى الاستدانة أو تخصيص جزء كبير من دخلهم لتغطية نفقات التدفئة، ما يزيد من معاناتهم في ظل تدني الأوضاع الاقتصادية. ومع تزايد تأثيرات هذه الموجة الباردة على الحياة اليومية، فإن مشكلة توفير التدفئة تتجاوز كونها مجرد معاناة فردية لتصبح أزمة تؤثر على جوانب أخرى، أبرزها التعليم. ففي العديد من المؤسسات التعليمية الواقعة في هذه المناطق الجبلية، يعاني التلاميذ من ص

موجة البرد وتداعيات الزلزال يفاقمان معاناة سكان المناطق الجبلية
   hibapress.com
هبة بريس- عبد اللطيف بركة  تواجه ساكنة المناطق الجبلية في المغرب تحديات متجددة نتيجة لموجة البرد القارس التي تجتاح العديد من هذه المناطق، مما يعيد إلى الواجهة أزمة توفير حطب التدفئة. هذه الأزمة، التي تتفاقم مع كل فصل شتاء، تضاف إلى معاناة السكان الذين يواجهون بالفعل صعوبات اقتصادية جراء غلاء الأسعار وضعف الدخل. مع تزايد الطلب على الحطب في فترة الشتاء، ارتفعت أسعاره بشكل كبير، ما أثر بشكل مباشر على القدرة الشرائية للأسر الفقيرة. لتصبح أزمة التدفئة أكثر حدة في المناطق الجبلية والنائية حيث تكون الظروف المناخية قاسية، ولا سيما في ظل غياب تساقطات مطرية كافية تؤدي إلى نقص في موارد الحطب. في هذه المناطق، يلجأ عدد من المواطنين إلى الاستدانة أو تخصيص جزء كبير من دخلهم لتغطية نفقات التدفئة، ما يزيد من معاناتهم في ظل تدني الأوضاع الاقتصادية. ومع تزايد تأثيرات هذه الموجة الباردة على الحياة اليومية، فإن مشكلة توفير التدفئة تتجاوز كونها مجرد معاناة فردية لتصبح أزمة تؤثر على جوانب أخرى، أبرزها التعليم. ففي العديد من المؤسسات التعليمية الواقعة في هذه المناطق الجبلية، يعاني التلاميذ من صعوبة التركيز والمثابرة في فصول دراسية تفتقر إلى التدفئة الكافية، مما ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي مقارنة بأقرانهم في المدن والمناطق الأخرى. من جهة أخرى، يعتقد الكثير من سكان هذه المناطق أن هناك تلاعبًا من قبل بعض التجار الذين يحتفظون بكميات كبيرة من الحطب في فصول السنة الأخرى بغرض بيعه بأسعار مرتفعة في فصل الشتاء. هذه الممارسات تزيد من تعقيد الوضع، حيث تجد الأسر ذات الدخل المحدود نفسها مضطرة لدفع أسعار باهظة للحصول على الحطب. في الوقت نفسه، تواصل المناطق الجبلية معاناتها من تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحوز في وقت سابق من هذا العام. الزلزال ألحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والمساكن، مما جعل الكثير من الأسر تعيش في ظروف قاسية في فصل الشتاء. وتضاعف هذه الكارثة من حجم التحديات التي يواجهها السكان، الذين يطالبون السلطات المحلية والمركزية باتخاذ إجراءات عاجلة لدعم الأسر المتضررة، وتوفير الحطب بأسعار معقولة، بالإضافة إلى تسريع عمليات إعادة البناء والإعمار في المناطق المنكوبة. وفي ظل هذه الظروف الصعبة، تزداد المطالب بضرورة تدخل الجهات المختصة لتقديم حلول عملية ومستدامة، بدءًا من توفير الدعم المالي لشراء الحطب ومرورًا بتأمين وسائل تدفئة فعّالة في المدارس والمنازل، وصولاً إلى تحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين في المناطق الجبلية والنائية.