نزار بركة: لدى الشباب أسباب موضوعية ومشروعة للشعور بالقلق تجاه المستقبل

تحول غير عادي في نبرة خطاب الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، في الحديث عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، في وقت ظل فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يتحدث عن إنجازات مهمة وأوراش كبرى لتنزيل مشروع الدولة الاجتماعية. الأمين العام لحزب الاستقلال، وهو مشارك في حكومة أخنوش، قال بمناسبة الذكرى الواحدة والثمانون لتقديم وثيقة المطالبة […]

نزار بركة: لدى الشباب أسباب موضوعية ومشروعة للشعور بالقلق تجاه المستقبل
   kech24.com
تحول غير عادي في نبرة خطاب الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة، في الحديث عن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في المغرب، في وقت ظل فيه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، يتحدث عن إنجازات مهمة وأوراش كبرى لتنزيل مشروع الدولة الاجتماعية. الأمين العام لحزب الاستقلال، وهو مشارك في حكومة أخنوش، قال بمناسبة الذكرى الواحدة والثمانون لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، في تجمع عقده الحزب بالدار البيضاء، نهاية الأسبوع الماضي، إن لدى شبابِ بلادِنا أسبابٌ موضوعية ومشروعة للشعور بالقلق تجاه المستقبل، ومخاوف من اللايقين، مما يساهم في خلق أزمة ثقة مركبة ومتعددة الأبعاد. وتحدث على أن من مؤشرات هذه الأسباب، الارتفاع المتزايد للبطالة التي سجلت في السنوات الأخيرة مستويات عالية جدا، بحيث بَلَغَتْ حسب الإحصاء الأخير21,3%، وهي أكثر ارتفاعا بخصوص الشباب بنسبة 39,5%، والنساءبـ 29,6%. كما تطرق إلى اندحار الطبقة الوسطى جَرَّاءَ غلاء المعيشة وتعميق الفوارق الاجتماعية رغم الجهود المبذولة من خلال التغطية الصحية والدعم الاجتماعي والرفع من الأجور وتخفيض الضريبة على الدخل، وكذا قلة وهشاشة مناصب الشغل المحدثة، وبالتالي محدوديةُ فرص الارتقاء الاجتماعي بالنسبة للشباب. وسجل في خطاب حزب الاستقلال توجه جديد لمغازلة الشباب في سياق ترتيبات الأحزاب استعدادا لمحطة انتخابات 2026. واعتبر بركة أن التقدم الرقمي المتواصل والمتسارع، يعَمِّقُ الهُوَّةَ بين شباب الدول المتقدمة وشبابنا، وتيشَكِّلُ تهديدا للعديد من المهن ومناصب الشغل الحالية والمستقبلية. كما تطرق إلى تداعيات سلبية لفضاءات التواصل الاجتماعي من خلال انتشار المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، والتعرض للتحرش والتنمر، والترويج للسلوكات الحياتية السلبية، ونماذج النجاحات الفردية السهلة أو غير الأخلاقية، وهو الأمر الذي يولد شعورًا بالإحباط والفشل، ويزرع الارتباك واليأس والسوداوية، ويغذي الإحساس “باللا أمان” لدى الشباب. واعتبر أيضا أن تواتر الظواهر الطبيعية القصوى (من جفاف وفيضانات ونُدرة المياه) بسبب التغيرات المناخية، لها آثار سلبية على قدرات الصمود لدى الشباب، ومقومات العيش الحيوية بالنسبة للأجيال القادمة، لا سيما مع تفاقم الظواهر الوبائية والأزمات الصحية في السنوات الأخيرة، بتداعياتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية. وأورد الأمين العام لحزب الاستقلال بأن هناك انحسار للجواب السياسي والثقافي أمام هذه التحديات المعقدة، في مقابل تفشي منطق التقطابات الحادة التي تذكي التوترات والشروخ داخل المجتمع، وتخلق مناخًا من عدم اليقين والقلق، والتي تؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات المنتخبة وفي الأحزاب السياسية. لكنه، في المقابل، أكد أن هذه المخاوف، وهذه الأسباب الموضوعية للقلق لن تزولَ بمُفْرَدِها، ولن تَتَبَدَّدَ إلا إذا خرج الشباب من منطقة الانتظارية إلى منطقة الفعل والمساهمة في صياغة الحلول والبدائل، وأَخَذُوا زِمام المبادرة بالقوة الاقتراحية والمشاركة في مسالك الإنجاز وفي العمل السياسي. وأوضح أن هناك اليوم فرص سانحة على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي، لايُمكن تحويلها إلى محركات للنمو ومشاريع لخلق الثروة إلا بتعبئة وانخراط الشباب. وبحسب الأمين العام لحزب “الميزان”، فإن تنظيم كأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال يشكل محطة كبرى لإبراز قدراتنا في كل الميادين.