نفذ الجيش الإسرائيلي ضربات الأحد في شمال قطاع غزة معلنا عدم دخول اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في قطاع غزة حيز التنفيذ في الموعد المحدد في الساعة 8,30 (6,30 ت غ)، لعدم تسليم الحركة قائمة الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم خلال النهار.
ونفذ الجيش الإسرائيلي الأحد ضربات على عدة أهداف في شمال ووسط غزة، مشيرا إلى أن “وقف إطلاق النار لن يدخل حيز التنفيذ حتى وفاء حماس بالتزاماتها وتقديم قائمة المختطفات العائدات اليوم”.
وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل ثمانية فلسطينيين وإصابة أكثر من 25 في القصف الإسرائيلي.
وأعلن مكتب نتانياهو في وقت سابق أن “رئيس الوزراء أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بأنه لن يتم بدء وقف إطلاق النار حتى تحصل إسرائيل على قائمة الرهائن التي تعهدت حماس بتقديمها”.
من جانبها، أكدت حماس “التزامها ببنود اتفاق وقف إطلاق النار”، لكنها أقرت بتأخير في “تسليم الأسماء التي سيتم إطلاق سراحها في الدفعة الاولى لأسباب فنية ميدانية”.
وأكد قيادي كبير في حماس الأحد أنه سيتم “في أي لحظة” تسليم قائمة أسماء الرهائن الإسرائيليين الثلاثة الذين ستطلق سراحهم حماس في اطار الدفعة الأولى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف النار.
وقال القيادي وهو عضو مشارك في مفاوضات وقف إطلاق النار في الدوحة لفرانس برس “نؤكد أنه في أي لحظة سيتم تسليم الأسماء الثلاثة ربما هم من المجندات أو مدنيات”، موضحا أن “تعقيدات الوضع الميداني واستمرار القصف الإسرائيلي أدى لتأخير تسليم الأسماء، لكن الاتصالات مستمرة على مدار اللحظة مع الوسطاء القطريين والمصريين لضمان تنفيذ الاتفاق”.
وكان نتانياهو أعلن السبت أن إسرائيل تحتفظ بحق استئناف القتال في غزة بدعم أمريكي، متعهدا إعادة جميع الرهائن المحتجزين في القطاع الفلسطيني إلى ديارهم.
وشدد نتانياهو على أن المرحلة الأولى من الاتفاق ومدتها 42 يوما هي “وقف إطلاق نار مؤقت”. وأضاف “إذا أجبرنا على استئناف الحرب فسنفعل ذلك بقوة”.
وينص الاتفاق في مرحلة أولى تمتد ستة أسابيع، على الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في غزة.
في المقابل ستفرج إسرائيل عن 737 معتقلا فلسطينيا، على ما أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية السبت.
من جهتها، أعلنت مصر التي تؤدي دور وساطة في التهدئة بين إسرائيل وحماس، السبت أن إسرائيل ستطلق أكثر من 1890 فلسطينيا معتقلين لديها مقابل الإفراج عن 33 رهينة إسرائيليا في المرحلة الأولى من الهدنة.
وبحسب الرئيس الأمريكي جو بايدن فإن المرحلة الأولى تتضمن أيضا انسحابا إسرائيليا من المناطق المكتظة بالسكان في غزة وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع الذي تقول الأمم المتحدة إنه مهدد بمجاعة.
وأعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي السبت أنه “تم الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا” إلى داخل غزة، بينها “50 شاحنة للوقود”.
وخلال المرحلة الأولى سيجري التفاوض على ترتيبات المرحلة الثانية لوضع “حد نهائي للحرب”، على ما قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح بايدن. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.
في قطاع غزة الذي مزقته الحرب، قال العديد من النازحين الفلسطينيين إنهم في عجلة من أمرهم للعودة إلى ديارهم.
وقال أحمد حمودة، وهو فلسطيني نازح، لفرانس برس في دير البلح (وسط) “نحن ننتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر”.
وقبل دخول الهدنة حيز التنفيذ، حذر الجيش صباح الأحد سكان غزة من الاقتراب من جنوده أو من دخول المنطقة العازلة.
وكتب المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس “نحثكم على عدم التوجه نحو المنطقة العازلة أو نحو قوات الجيش من أجل سلامتكم” مضيفا أنه “في هذه المرحلة، التوجه نحو المنطقة العازلة أو الانتقال من الجنوب نحو الشمال عبر وادي غزة يعرضكم للخطر، كل من يتوجه نحو هذه المناطق يعرض نفسه للخطر”.
وقد أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنه سيتم تحرير رهائن الأحد، دون أن تحدد عددهم أو موعد إطلاقهم.
وأفاد مصدران قريبان من حماس بأنه سيجري في البداية الإفراج عن ثلاث إسرائيليات.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن نقاطا أقيمت عند معابر كرم أبو سالم وإيريز ورعيم حيث سيعاين أطباء واختصاصيون نفسيون الرهائن المفرج عنهن قبل “نقلهن بمروحية أو بسيارة” إلى مستشفيات في إسرائيل.
واشترط نتانياهو مساء السبت تلقيه لائحة بأسماء الرهائن المزمع الإفراج عنهم الأحد قبل أي عملية تبادل.
وجاء في بيان لنتانياهو “لن نمضي قدما في تنفيذ الاتفاق ما لم نتلق، كما هو متفق عليه، لائحة بأسماء الرهائن الذين سيفرج عنهم”.
وحددت السلطات الإسرائيلية الجمعة أسماء 95 معتقلا فلسطينيا سيفرج عنهم الأحد غالبيتهم نساء وقاصرون، ومعظمهم اعتقلوا بعد 7-أكتوبر، وأشارت إلى أنها اتخذت إجراءات “لمنع أي مظاهر للاحتفال علنا” عند إطلاق سراحهم.
ومن بين المعتقلين الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم زكريا الزبيدي القيادي السابق بكتائب شهداء الأقصى الجناح المسلح لحركة فتح.