هبة بريس
حظي محمد الطلحاوي، رئيس مؤسسة حوار بهولندا، بتكريم خاص نهاية الأسبوع الماضي خلال النسخة التاسعة من المعرض البين الثقافي الإفريقي 2024، الذي تنظمه جمعية ثسغناس للثقافة والتنمية بمدينة الناظور.
وجاء هذا التكريم اعترافًا بإسهاماته البارزة في تعزيز التفاهم بين الثقافات وربط الجاليات المغربية في المهجر بوطنها الأم.
المعرض البين الثقافي الإفريقي 2024، منصة استثنائية تجمع بين الإبداع الثقافي والابتكار الاجتماعي تحت شعار “نموذج سوسيو-اقتصادي أكثر إدماجًا”.
و يسعى إلى تسليط الضوء على أهمية الاقتصاد التضامني والثقافة كركيزتين للتنمية المستدامة، مع التركيز على بناء جسور التواصل بين إفريقيا وأوروبا.
ويجمع المعرض نخبة من الفاعلين الثقافيين والاجتماعيين، ما يجعله فرصة للاحتفاء بالنماذج الملهمة مثل محمد الطلحاوي.
الطلحاوي، المعروف بشغفه الكبير بالحوار وبناء الجسور الثقافية، استطاع عبر مؤسسة حوار أن يكون حلقة وصل فعّالة بين شرائح متنوعة من المجتمع.
ومن خلال أنشطته، التي تساهم في ترسيخ القيم الإنسانية المشتركة وتشجيع المحادثات البناءة، سواء في هولندا أو المغرب.
إلى جانب ذلك، قاد الطلحاوي مبادرات اجتماعية رائدة أثناء أزمة كورونا، عبر مؤسسة منير للأعمال الاجتماعية، حيث دعم الأسر المحتاجة في أحياء مغربية مثل حي الكندي ولعري الشيخ.
كما ساهم في تأسيس جمعية بني حسان للتنمية والتعاون بهولندا، التي تهدف إلى تحسين ظروف العيش في مسقط رأسه بقَبيلة بني توزين من خلال مشاريع مثل ترميم المسجد التاريخي، تعبيد الطرق، حفر الآبار، وتشجيع التعاونيات الاقتصادية.
مسيرة الطلحاوي في العمل الجمعوي حظيت باعتراف وطني من المملكة المغربية، حيث تم تكريمه مرتين: الأولى خلال حفل الولاء سنة 2013، والثانية في عيد الشباب سنة 2015، حيث حظي بشرف السلام على جلالة الملك محمد السادس.
واليوم، يأتي تكريمه في المعرض البين الثقافي الإفريقي 2024 ليؤكد على دوره الريادي في الجمع بين العمل الثقافي والاجتماعي، ويُبرز مكانته كنموذج للتعاون بين الثقافات وتعزيز الهوية المغربية في الخارج.
مسيرة محمد الطلحاوي، التي بدأت بتحمّل مسؤوليات كبيرة إثر وفاة والده في سن مبكرة عام 1991، هي تجسيد للإصرار على خدمة المجتمع.
ومن خلال شبكته الواسعة ومهاراته التنظيمية، استطاع أن يخلق تأثيرًا إيجابيًا مستدامًا، سواء عبر تعزيز الانفتاح الثقافي أو عبر مشاريع ذات أثر اجتماعي عميق.
بفضل عطائه المستمر، يظل الطلحاوي نموذجًا يُحتذى به للأجيال القادمة، حيث يُثبت أن الحوار والتعاون هما المفتاح لبناء مجتمعات أكثر تضامنًا وتفاهمًا.